نموٌّ مضطردٌ باتت تعرفهُ أسواق السياحَة الحلال، في توق دول غير إسلاميَّة إلى جذب سيَّاح مسلمِين وتأمين منتوجَات، تحفزهم على زيارتها، دون أن تتعارض مع معتقداتهم، حتَّى أنَّ مؤتمرًا عالميًّا حول السياحة الحلال، انعقد خلال الأيَّام الأخيرة بغرناطة، في بادرة هي الأولى من نوعها.
المؤتمر الذِي تخللهُ عرضُ مؤشر أسفار المسلم، لـ2014، كشفَ أنَّ دولًا غير إسلاميَّة، والأوروبيَّة على وجه الخصوص، هي التِي تستأثرُ بحصَّة الأسد من السائحِين المسلمِين، مثل فرنسا وبريطانيَا وألمانيَا، بعدمَا جاءتْ في صدارة الدُّول التي يترددُ عليها المسلمُون، أوْ يتوقُون إلى زيارتهَا.
ولأنَّ السياحة الحلَال تطرحُ إشكالًا مفهوميًّا، في مقامٍ أوَّل، حول ما إذَا كان للشرع موقفُ يحلُّ ويحرمُ إزاء الوجهات التي قدْ يقصدها السائح، حاول الخبرَاء المشاركُون في المؤتمر إعطَاء تعريف للسياحة الحلَال بكونهَا منتوجًا سياحيًّا يجرِي عرضهُ لشريحة من المسافرِين، ملتزمة دينيَّة، وتضعُ الاعتبَار العقدِي، نصب أعينهَا، لدى همها بالسفر إلى وجهة معينة.
ورجحتْ الأرقام الصادرة عن المؤتمر، أنْ يكون سوقُ السياحة الحلال في العالم قدْ أدَرَّ ما يربُو على 140 مليَار دولَار، فِي سنةِ 2013، سيمَا أنَّ السائح القادم من دول الخلِيج العربِي، ينفقُ أكثر من غيره، ويحتاجُ شروطًا معينة لبرمجَة أسفارهِ، قدْ يكون بعضها دينيًا، حيث إنَّ سياح الإمارات لوحدهمْ أنفقُوا 527 جنيه أسترلينِي في بريطانيَا، خلالَ 2013.
ومن الأمُور التِي يأخذهَا السائحُ المسلمُ بعين اعتبار، توفر الطعام الحلال، مثل وجبات اللحم المذبُوح على الطَّريقة الإسلاميَّة، حيثُ إنَّ 97 في المائة من السياح في الدول المسلمة يركزُون على توفره، فيما أبدَى 89 بالمائة من المستجوبِين حرصهُم على أنْ تكون بالبلدان التي يقصدونهَا تسهيلاتٌ لأدَاء الصلَاة.
في غضون ذلك، رأى 24 بالمائة من المستوجبِين المسلمِين الذِين سبقَ لهمْ أنْ زارُوا كلًّا منْ فرنسا وألمانيَا وإيطاليَا، أنَّ التسهيلات أمام الحلال، متأتيَة في حدُود المتوسط.
مؤشرُ أسفار المسلم استفسرَ مستجوبِين في السعوديَة والإمارات عن الدول التِي يودُّون قصدهَا في المستقبل فخلصَ إلى أنَّ تركيَا تأتِي في الصدَارة لدَى السائح الإماراتِي، متبوعةً ببريطانيَا وإسبانيَا، في حين كانتْ ألمانيَا أكثر دولةٍ يرغبُ السعوديُّون في زيارتهَا، إلى جانب إيطاليا وفرنسا، قبل تركيا في مرتبة رابعة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق